أشارت صحيفة "البعث" السورية إلى أنه "في اللحظة التي يعيش فيها لبنان والمنطقة وضعية الصدام جراء المشاريع المشبوهة والجنون الأميركي-الإسرائيلي، ثمة من يصر على النفخ في النار كي يوقدها، في وقت يبدو فيه لبنان بأمس الحاجة إلى من يدوّر الزوايا بحثاً عن نقاط توافق كي تستطيع الحكومة الجديدة العتيدة من الاضطلاع بمهامها"، لافتة إلى أن "صاحب القصر لم يحسن التوقيت والتعبير، فلبنان ليس مكان بازار وحسابات تمديد بقدر ما هو وطن قضية ودم وجراحات ووجع وخوف وشهداء وأيتام وانتصارات".

وف مقال لها، أضافات: "لا شك أن ثمة موضوعات كثيرة يمكن النقاش حولها، لكن توقيت طرح صيغ إشكالية ووضعها أمام لجنة البيان الوزاري كمن لا يريد لهذه اللجنة الوصول الى مقاربات مقبولة من الجميع، فمن وافق على كل الصيغ السابقة، علماً أنها لم تكن من بنات أفكار المقاومة، لماذا ينبري اليوم كي يكبر إعلان بعبدا، علماً أن هذا الأخير حوله العديد من علامات الاستفهام، وقد جرى إحاطة الرئيس بها، وهذا ليس سراً، بعرف المقاومة".

وشددت على أن "المعادلات الخشبية" سجلت للبنان انتصارات مذهلة، وستبقى مفخرة لكل العرب، وشتان بين من يصنع المعادلات وبين من يرددها، لذلك فإن الخطاب الذي سمعناه، كما تقول المقاومة، يجعلنا نعتقد بأن قصر بعبدا بات يحتاج فيما تبقى من العهد الحالي إلى عناية خاصة لأن ساكنه باتت الأمور ملتبسة عليه، ولم يعد يميز بين الذهب والخشب"، لافتة إلى أن "الحكومات المتعاقبة أدرجت منذ انتهاء عدوان 2006 معادلة الجيش والشعب والمقاومة في بياناتها، والسؤال: ما الموقف المستجد من هذه المعادلة إلا دليل وقوف بعبدا الى جانب فريق سياسي لبناني على حساب فريق آخر، يضاف إلى ذلك إن توقيت رفض معادلة "جيش وشعب ومقاومة" مشبوه بعد الاقتراب من الاتفاق على البيان الوزاري، وكأن هناك من يريد ألا تصل هذه الحكومة إلى دورها الأساس في حماية لبنان".

وأضافت الصحيفة: "بقي أن نقول، لعل القول ينفع، إن الذهب معدن ثمين، يتميّز بلونه الأصفر البراق، لا يتأثر بالهواء أو الماء أو الأوكسجين، معدن مقاوم، يضرب به المثل لتمييز معادن الناس، الذهب الآن يقدّر بثمن لندرته لذا فهو غال، لكن المهم ألا يكون معه شوائب تجعله مثل باقي المعادن، وأما الزئبق فيغيّر لونه تبعاً للظروف المحيطة".